فصل: البحث السادس العضل المميلة إلى الجانبين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تشريح القانون (نسخة منقحة)



.البحث السادس العضل المميلة إلى الجانبين:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
وأما العضل المميلة للرأس إلى الجانبين.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
قد جعلت العضلات المحركة للرأس إلى الجانبين أصغر مقدارًا أو أقل عددًا وذلك لأن مفصل حركة الرأس يمينًا وشمالًا سلس وسبب ذلك أنه يحدث من زائدتين من عظام الرأس تدخل في نقرتين من الفقرة الأولى ولا كذلك مفصل حركته قدامًا وخلفًا فإنه يحدث بدخول طرف السن في نقرة الأولى ولا كذلك مفصل فلو لم يكن أكثر إيثاقًا لعرض له الخلع كثيرًا وإذا كان المفصل سلسًا كانت حركته سهلة فيقوم بها العضل القليل العدد والمقدار مقام الكثير العدد والمقدار ولا كذلك ما كان من المفاصل إلى الوثاقة وجعل عدد هذه العضلات أربعًا لأنها لو كانت اثنتين فقط لكان يجب أن يكون موضعها ما بين مقدم العنق ومؤخره على السواء ولو كان كذلك لكان الرأس إذا حرك إلى أحد الجانبين يبقى حينئذٍ قلقًا ربما مال إلى قدام وخلف وأكثر إحداهما: في طرف ذلك الجانب من قدام والأخرى في طرفه من خلف حتى إذا تحرك الرأس بهما إلى ذلك الجانب بقيت كل واحدة منهما مانعة من حركته حينئذٍ إلى ضد جهتها فتكون التي إلى خلف مانعة من حركته نحو قدام والتي إلى قدام مانعة من حركته إلى خلف.
وجعلت التي في الطرف الذي إلى خلف أصغر لأنها تصل بين الرأس والفقرة الأولى فقط والتي في الطرف الذي يلي إلى قدام أعظم لأنها تصل بين الرأس والفقرة الأولى والثانية.
وذلك لأن المحرك ينبغي أن يكون على نسبة قدر المتحرك ومؤخر الرأس أصغر كثيرًا من مقدمه والمتحرك من جهة ينبغي أن يكون أصغر من المتحرك من جهة المقدم. والله أعلم بغيبه.

.الفصل العاشر تشريح عضل الحنجرة:

والكلام في هذا الفصل يشتمل على ثلاثة مباحث:

.البحث الأول تشريح الحنجرة:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
الحنجرة عضو غضروفي.
إلى قوله: وعند الحنجرة وقدامها عظم مثلث.
الشرح:
لما كان الصوت من الإنسان ونحوه إنما يتم بخروج النفس بهيئة مخصوصة وجب أن تكون آلته وهي الحنجرة متصلة بأعلى مجرى النفس ليتم هناك تكون الصوت كما نبينه في كلامنا في الصوت.
ويحتاج أن تكون هذه الآلة ليست شديدة اللين فلا يكون لقرعها في بالهواء الخارج صوت يعتد به ولا شديدة الصلابة فيكون ما يحدث فيها من الصوت غير مستطاب وأيضًا لو خلقت من أجسام صلبة جدًّا كالعظام فإما أن تكون دقيقة فتتهيأ للانكسار بسهولة أو لا تكون كذلك فتوجب زيادة في الثقل وغلظ في جرم العنق لا لضرورة فلذلك وجب أن تكون مخلوقة من غضاريف لتكون.
متوسطة الصلابة فيكون ما يحدث فيها من الصوت لذيذًا وتكون بما فيها من اللين آمنة من الانكسار عند المصادمات التي ليست شديدة القوة وبما فيها من الصلابة معينة على قوة الصوت فلذلك: الحنجرة عضو غضروفي خلق آلة للصوت.
وينبغي أن يزاد هذا الحد فيقال: موضوع فوق القصبة الرئة ليخرج بذلك قصبة الرئة وأجزاؤها فإن كل واحد من ذلك يصدق عليه أنه غضروفي خلق آلة للصوت لأن قصبة الرئة وأجزاؤها وإن كان المقصود الأول بخلقها إنما هو أن تكون آلة للتنفس فإنها أيضًا مع ذلك آلة للصوت.
لأن الصوت وإن كان يتم بالحنجرة ولكن بشرط أن يكون الهواء الذي يجتذب به نافذًا إليها من القصبة حتى يكون آخذًا من مضيق ينحصر فيه إلى فضاء يحدث فيه بقرع الهواء لجدرانه كالطنين والحال في البوق ونحوه من الآلات الصناعية للصوت الصناعي.
ولم تجعل هذه الآلة من غضروف واحد ليمكن أن ينفرج عند إرادة تعظيم الصوت وأن يضيق عند إرادة تحديده وأيضًا لئلا تعم الآفة التي قد تحدث في بعض أجزائه وأقل ما يمكن أن يكون من غضروفين ليمكن أن ينفرج أحدهما عن الآخر فيتسع وأن ينضم أحدهما إلى الآخر فيضيق فلا بد وأن يكون بينهما مفصل ليمكن تحرك أحدهما إلى الآخر عند الانضمام وتباعده عنه عند الانفراج فلا يمكن أن يكون وضعهما بأن يكون أحدهما يمينًا والآخر شمالًا وإلا كان المفصل إلى قدام وخلف فيكون ما يظهر منهما إلى قدام ضعيفًا بسبب المفصل فيكون مهيئًا للتضرر عند الملاقاة فلا بد وأن يكون هذا المفصل ما بين اليمين والشمال حتى يكون أحد الغضروفين من قدام والآخر من خلف فيكون كل واحد منهما في جهته وينبغي أن يكون القدامي مقببًا ليكون شكله كريًا فيكون أبعد عن قبول الآفات ومشتملًا على فضاء أو سع.
وأن يكون الخلفي منهما مستوى السطح لأنه لا يمكن أن يكون محدبًا إلى داخل فضاء الحنجرة وإلا كان يضيقها ولا إلى خارج وإلا كان يزاحم أعلى المريء ويمنع نفوذ الطعام فيه ثم لما وجب أن وجب أن يكون منفذ الطعام والشراب من وراء هذا المنفذ فلا بد وأن يمر أعلى هذا المنفذ إلى منفذهما فلو كان هذا منفجرجًا حينئذٍ لسقط فيه أكثر الطعام وسال فيه كل الماء أو أكثره.
فلابد أن يكون هذا المنفذ بحيث ينسد عند نفوذ المأكول والمشروب. وأن ينفتح في غير ذلك الوقت ليمكن خروج الهواء ودخوله.
ولا يمكن أن يكون ذلك بأن ينضم أحدهما إلى الآخر تارة لأن الغضاريف لصلابتها لا تطاوع لمثل هذا الانضمام فلا بد إذًا من جسم آخر ليكون في أعلاهما بحيث ينطبق على فم الحنجرة إذا أريد نفوذ الطعام أو الشراب ونحوهما وأن ترتفع عنه فيمكن نفوذ الهواء ولا بد وأن يكون هذا الجسم صلبًا وإلا أمكن أن ينثني بثقل الطعام وينعطف إلى أسفل فيحصل هناك خلل ينفذ فيه الماء عليه ولا يمكن أن يكون بغاية الصلابة كالعظم وإلا لم يكن سده تامًا لأن شدة الصلابة تمنع من انثناء الأطراف انثناء يكون معه السد محكمًا فلا بد وأن يكون غضروفيًا ولا بد وأن يكون له مع أحد الغضروفين مفصل حتى يمكن أن يتحرك تارة إلى الإطباق وأخرى إلى الفتح ولا بد وأن يكون هذا المفصل سلسًا جدًّا وإلا كان تحركه لذلك ببطء فيسبقه نفوذ الطعام والشراب إلى هذا المجرى ولا بد وأن يكون مفصله مع الغضروف الخلفي إذا لو كان مع القدامى لكان عند فتح الحنجرة يبقى أمام هذا المجرى فيضيق منفذ الهواء إلى خارج أو يسده ولا كذلك إذا كان مع الخلفي لأنه يكون حينئذٍ عند الفتح وراء هذا المجرى وحينئذٍ لا يعرض من ذلك أيضًا ضرر في مجرى الطعام والشراب لأن ذلك المجرى إنما ينفذ إليه الطعام إذ كان هذا المجرى مطبوقًا ولا بد وأن يكون مفصله مع ذلك الغضروف مضاعفًا إذ لو كان بزائدة واحدة تدخل في نقرة واحدة لكان قابلًا لحركة الاستدارة فلم يؤمن من ارتفاع أحد جانبيه عند الانطباق بحبس النفس وذلك بقوة دفع الهواء المحتبس له وإذا ارتفع ذلك خرج منه الهواء فلا يكون الإطباق محكمًا ولا بد وأن تكون الزوائد في هذا المفصل ناشبة من الغضروف الذي لا اسم له والنقر من المكبي ليكون عند الإطباق تامة الدخول في النقر فيكون الإطباق قويًّا ولو كانت الزوائد من المكبي ليكون عند الإطباق تامة الدخول في النقر فيكون الإطباق قويًّا وإذا كانت الزوائد من المكبي لكانت عند الإطباق قليلة الدخول في نقرها فيضعف اتصال أحد الغضروفين بالآخر ويكون الإطباق واهيًا ولا بد من ارتباط هذه الغضاريف بعضها ببعض ارتباطًا محكمًا لتكون قوية على مقاومة عضلات الصدر كلها عند الإطباق بحصر النفس.
وكذلك الإطباق لا بد وأن يكون شديد القوة. والله أعلم بغيبه.

.البحث الثاني تشريح العظم اللامي:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
وعند الحنجرة وقدامها عظم مثلث.
إلى قوله: والحنجرة محتاجة إلى عظم يضم الدرقي إلى الذي.
الشرح:
قد عرفت أن الحنجرة لا بد لها من إطباق وفتح وتوسيع وتضييق وستعرف أن اللسان لا بد وأن تكون له حركة لأجل الكلام ومضغ الطعام.
وهذه الحركات لا بد وأن تكون من الحركات الإرادية التي إنما تتم بالعضل والعضل لا بد وأن يكون في تحريكها مستندة إلى عظم أو ما يقوم مقامه وعظام العنق واللحيين بعيدة وغير موافقة في وضعها لأن تستند إليها جميع العضلات التي تحتاج إليها في هذه الحركات كما نبينه عليه عند تفصيلنا الكلام في تلك الحركات فلا بد من عظم يكون بالقرب من هذه الأعضاء تستند إليه تلك العضلات ولا بد وأن تكون لهذه الحركات عضلات تجذب إلى فوق وإلى أسفل وإلى قدام وإلى خلف فلا بد وأن يكون لها مستند في هذه الجهات كلها فلا بد وأن تكون لهذا العظم أجزاء في جميع هذه الجهات وأقل ما تتم به ذلك إذا كان له خمس أضلع: أحدها: منتصب على الاستقامة في طول العنق وراء المرئ هو كالأصل لجميع أضلاعه.
وضلعان من فوق يأخذان منه يمنة ويسرة وضلعان من أسفل كذلك ها هنا هكذا: وسنحقق من كلامنا في تلك العضلات وجوب أن يكون على هذه الهيئة والضلع المنتصب منه قليل العرض والضلعان العاليان دقيقان كالمسال والسافلان أعرض منهما قليلًا وذلك على قدر العضل الذي يحتاج أن يتشبث بكب واحد من هذه الأجزاء.
وقوم يسمون هذا العظم: العظم اللامي وهم الأكثر لأنه يوجد فيه ما يشبه اللام في كتابة اليونان.
وقوم يسمونه العظم الواوي لأنه لا يوجد فيه ما يشبه الواو في كتابتهم وخاصة أنه غير متصل بعظم آخر فلذلك يحتاج إلى أشياء يرتبط بها بعظام أخرى ليبقى وضعه محفوظًا عند تحريك عضلات الحنجرة وقصبة الرئة واللسان وغير ذلك.
فلذلك ربط من فوق بأربطة دقية مدورة تتصل بضلعيه العاليين وبالزوائد الإبرية التي عند الأذنين ومن الأسفل بأربطة أغلظ وأقوى وأطول تتصل بضلعيه السافلين وينتهي إلى الغضروف الحنجري وتحت القص وإنما كانت هذه أغلظ وأقوى لأن إمكان خروج هذا العظم عن وضعه إلى فوق أكثر لأن خروجه عن ذلك إلى أسفل يمنع منه جميع أضلاعه العالية والسافلة منعًا قويًّا.
ولا كذلك خروجه عنه إلى فوق فإن الأضلاع العالية قليلة المنع من ذلك ولهذا جعلت أضلاعه السافلة أغلظ ليكون أقوى وخلق له ثلاثة أزواج من العضل: أحدها: عريض متصل بجانبي العظم المنتصب وينتهي إلى جانبي الفك الأسفل.
وثانيها: يتصل بالطرف العالي من العظم المنتصب وينتهي إلى رأس الفلك الأسفل الزوج الثاني قد تركه معظم النساخ وهو زوج ينشأ من تحت الذقن ثم تحت اللسان إلى أن ينتهي إلى الطرف الأعلى من العظم اللامي وهذا الزوج أيضًا يحدث هذا العظم إلى جانب أسفل اللحى.
وثالثها: يتصل بالطرف الأسفل من العظم المنتصب وينتهي إلى الزوائد الإبرية عند الأذنين وأظن أن فائدة هذه العضلات أن يكون لها تحريك هذا العظم إلى جهات العظام المتصلة بها فتقوم بذلك مقام العضلات أن يكون لها تحريك هذا العظم إلى جهات العظام المتصلة بها فتقوم بذلك مقام العضلات المتصلة به لتحريك أعضاء أخرى كقصبة الرئة والحنجرة.
فلا يلزم بطلان التنفس والصوت إذا عرض لعضلات تلك الأعضاء آفة.
وذلك لأن هذا العظم إذا حرك إلى جهة لزم ذلك انجذاب العضلة المتصلة به إلى تلك الجهة فيحصل المقصود منها وإن لم يكن يتحرك بنفسها وإنما لم تفعل كذلك في أضلاعها العلوية والسفلية لأن العضل المتصل بذلك جعل في نفسه مضاعفًا وذلك لأن توسيع الحنجرة يجذب الغضروف الدرقي تكفي فيه عضلة واحدة تتصل بوسطه فخلقت اثنين لتقوم الواحدة مقام الأخرى إذا عرض لها آفة فاستغني بذلك عن عضلة تقوم مقامها بتحريك هذا العظم مع أن تحريكه من هناك موهن لثباته على وضعه. والله أعلم بغيبه.